يُعد اعتلال الشبكية السكري (تلف العين والشبكية) من المضاعفات الخطيرة لداء السكري غير المضبوط بشكل جيد، حيث يصيب 50% من مرضى السكري من النوع الثاني. والعينان معرضتان بشكل خاص لتلف الأوعية الدموية الصغيرة.

اعتلال الشبكية السكري هو أكثر المضاعفات العينية شيوعًا المرتبطة بداء السكري، حيث يصيب 50% من مرضى السكري من النوع الثاني و80% من مرضى السكري من النوع الأول بعد 15 عامًا من الإصابة بالسكري.
عندما يكون اعتلال الشبكية السكري في مرحلة متقدمة، يكون مرض اعتلال الشبكية السكري مرضًا معوقًا للغاية.
في البداية، يتطور المرض بصمت: لا تتأثر الرؤية بشكل عام. ومع تقدم المرض، قد تظهر الأعراض في الرؤية المركزية، مما يؤدي إلى انخفاض كبير في الرؤية.
من المهم إبلاغ طبيبك بأي علامات غير عادية.
أسباب اعتلال الشبكية السكري وعملياته
وفي نهاية الشرايين توجد الشعيرات الدموية، وهي الأوعية الدموية الصغيرة التي تمد أجزاء الجسم والأعضاء المختلفة بالدم. تتكون شبكية العين من خلايا بصرية تتقاطع مع العديد من الأوعية الصغيرة، وهي الغشاء الرقيق للعين الذي يستقبل الانطباعات الضوئية من الخارج. وعبر العصب البصري، ينقلها إلى الدماغ الذي يترجمها إلى صور. يؤدي السكر الزائد في الدم إلى إضعاف جدران الشعيرات الدموية مما يؤدي إلى تسربها. ونتيجة لذلك، تتمزق أوعية الشبكية وتنفجر.
اعتلال الشبكية السكري وانخفاض حدة الإبصار
وبمرور الوقت، تصبح مناطق كبيرة من الشبكية غير مؤكسجة. ورداً على ذلك، تُنتج الشبكية أوعية جديدة أكثر هشاشة. تتضخم هذه الظاهرة وتمتد إلى البقعة (المنطقة الواقعة في منتصف الشبكية) حيث يقع مركز الرؤية. وتزداد سماكة البقعة الشبكية مما يؤدي إلى وذمة البقعة الصفراء (تورم البقعة)، وهي المسؤولة عن انخفاض حدة الإبصار التي يمكن أن تكون كبيرة جداً ويمكن عكسها جزئياً فقط.
يمكن أن تنزف الأوعية الدموية الجديدة أيضًا في الجسم الزجاجي أمام الشبكية، مما يتسبب في فقدان الرؤية حتى يهدأ النزيف. ومع ذلك، قد لا يهدأ النزيف، مما يستلزم الاستئصال الجراحي (استئصال الزجاجية). يمكن أن تؤدي هذه الظواهر إلى ظهور تليّف، مما قد يؤدي إلى سحب الشبكية، مع خطر التمزق وانفصال الشبكية، مما يؤدي إلى فقدان البصر بشكل دائم.
مضاعفات داء السكري في العين: لا توجد أعراض في البداية…
على الرغم من أن بعض المشاكل البصرية قد تشير إلى وجود اعتلال الشبكية السكري (تشوه الحروف عند القراءة، وصعوبة التحول من الضوء إلى الظلام، وما إلى ذلك)، إلا أن المرض غالباً ما يبدأ دون إعطاء أي علامات تحذيرية. لذلك من الممكن أن تعاني من اعتلال الشبكية حتى لو كنت تعاني من بصر جيد ولا تظهر عليك أي أعراض. ومن هنا تأتي أهمية الفحوصات المنتظمة من قبل أخصائي والكشف المبكر. إذا سُمح للمرض بالانتشار، فإنه سيؤثر في نهاية المطاف على مركز العين والشبكية، مما يؤدي إلى مشاكل خطيرة لا يمكن علاجها في الرؤية.
بالإضافة إلى ذلك، يسرع اعتلال الشبكية من ظهور أمراض العين الأخرى مثل الجلوكوما وإعتام عدسة العين.
عوامل الخطر
- فرط سكر الدم: زيادة نسبة السكر في الدم، ويمكن أن يؤدي ارتفاع السكر في الدم وعمر وشدة داء السكري إلى مضاعفات.
- ارتفاع ضغط الدم
- فرط كوليسترول الدم: زيادة الدهون في الدم
- التدخين
- السمنة
- نمط الحياة الخامل

الوقاية من اعتلال الشبكية السكري وعلاجه
على الرغم من وجود علاجات فعالة (خاصة العلاج بالليزر) لإبطاء تطور المرض والوقاية من العمى، إلا أن أفضل علاج لا يزال هو الوقاية: الفحوصات المنتظمة (مرة واحدة على الأقل في السنة) من قبل طبيب العيون، ومستويات متوازنة من السكر في الدم، والتحكم في ضغط الدم ونمط الحياة الصحي.
الفحوصات التي يجريها طبيب العيون
يقوم طبيب العيون بإجراء عدد من الفحوصات، بما في ذلك :
- قياس حدة الإبصار,
- ضغط العين,
- تصوير أوعية الشبكية (الذي يوفر معلومات عن نفاذية أوعية الشبكية).
لكن الفحص الرئيسي لا يزال هو ”فحص قاع العين“ التقليدي، الذي يتم الحصول عليه عن طريق توسيع حدقة العين.
فحوصات تخطيط الشبكية

يسمح جهاز تخطيط الشبكية غير المقيّد، وهو أحدث وأقل تقييداً، بتصوير قاع العين رقمياً دون توسيع حدقة العين. يمكن إجراء هذا الفحص القصير نسبياً والدقيق من قبل موظفين غير طبيين (أخصائيي تقويم البصر أو الممرضات). إن الاستخدام الأكثر انتشاراً لهذا الجهاز سيجعل من الممكن تحديد العديد من الأشخاص الذين لم يتم فحصهم.
ويدعو الاتحاد الفرنسي لمرضى السكري إلى استخدام هذه التقنية وتوسيع نطاقها، والتي تتميز بميزة إضافية تتمثل في سهولة نقلها. وقد تم بالفعل إجراء فحوصات تجريبية متجولة في جميع أنحاء البلاد، وكانت النتائج إيجابية للغاية.